11 - 05 - 2025

مؤشرات | أفسحوا المجال للإبداع والإبتكار عربيًا

مؤشرات | أفسحوا المجال للإبداع والإبتكار عربيًا

"الإبداع والإبتكار هو مستقبل الأمة بل مستقبل العالم كله"، تلك العبارة جاءت على لسان المفكر الدكتور طلال أبو غزالة - شفاه الله وعافاه - خلال حديثه عن قبوله رئاسة مجلس أمناء الشبكة العربية للإبداع والإبتكار، وحضوره الإجتماع التأسيسي للشبكة في مقرها بدبي.

من هنا تأتي الأهمية لإطلاق الشبكة العربية للإبداع والإبتكار لدعم أجيال المبدعين والمبتكرين العرب ووضعهم على الطريق السليم لدعم التنمية في بلداننا ولبناء مستقبل أفضل يتناسب وطموحات أوطاننا وشعوبها، ووضع دولنا على خارطة العالم في التنمية إنطلاقا من الإبداع والإبتكار.

ولا نختلف هنا على أن مفهوم الإبداع و الابتكار هو مفهوم واسع ويشمل كل ما هو جديد و مختلف يميز دولة عن أخرى، على خارطة المنافسة والتنافس، على أن تكون لكل دولة وظيفة في عالم يموج بالتنافس غير المحدود نحو المراكز الأولى في كل مجال.

وقبل أكثر من 25 عاما إلتقطت كلمة مهمة من المرحوم رفيق الحريري خلال حديثه في مؤتمر هام في دبي قال فيها (إن نجاح دولة أو مدينة عن غيرها، يبدأ من تحديد وظيفة لها تنافس بها الأخرين)، وكان في وقتها يحلم بإستعادة لبنان مكانتها في المنطقة، لافتا إلى أن دبي على سبيل المثال، حددت لنفسها وظيفة كمدينة خدمات ترانزيت، من خلال أفكار تتسم بالإبداع والإبتكار.

وبعد هذه السنوات جاءت فكرة الشبكة العربية للإبداع والإبتكار، والتي تشرفت أن أكون أحد أعضائها المؤسسين بدعوة من الصديق الكاتب الصحفي عمر طهبوب،- لتعيد إمكانية تحقيق حلم التنمية في بلادنا، عن طريق دعم أجيال تحمل أفكارًا تتسم بالإبداع والإبتكار، ولهذا تقع على الشبكة أعباء كبيرة وواسعة وأمامها تحديات عديدة لبناء شراكات متنوعة للوصول إلى كل مبدع ومبتكر عربي، لديه الرغبة والقوة في دعم بلادنا وتنميتها في مختلف المجالات.

ومن هنا نؤكد على أن جوهر نجاح أي مجال هو الإبداع والإبتكار، وأي قطاع يعتمد على ذلك حتما سيفوز في نهاية الطريق بالمركز الأول، خصوصًا أن الابداع والابتكار يوفر العديد من الفوائد التي تساهم بدورها في التقدم وتحقيق الازدهار الاقتصادي، وتطور الفرد والمجتمع.

وحسب دراسات الخبراء فإن هناك العديد من الفوائد للإبتكار والإبداع في تحفيز النمو الاقتصادي عبر تبني الابتكار والإبداع في الأعمال التجارية والقطاعات الصناعية، وهو ما يعزز النمو الاقتصادي وتحقيق المزيد من الفرص الاقتصادية.

وفعلا الابداع والابتكار هو المستقبل للعمل على خلق فرص عمل جديدة وتنويع الخدمات والمنتجات المتاحة في السوق، ويسهم في تطوير الوظائف، وزيادة فرص العمل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في المجتمع.

ويمنح الإبداع والابتكار الشركات والأعمال التجارية أفضل فرصة للتفوق على منافسيها، بتطوير منتجات وخدمات مبتكرة تتميز عن منافسيها، لتتمكن المشاريع من كسب حصة أكبر من السوق وزيادة أرباحها، كما يسهم الإبداع والابتكار في تحسين جودة الحياة والخدمات التي يحصل عليها الناس، من خلال منتجات وخدمات أكثر كفاءة  تلبي احتياجات الناس لتحسين مستوى الرضا والرفاهية العامة.

ومن مجالات أهمية الإبداع والابتكار أنه يساهم في ازدهار الاقتصاد، عبر توليد الأفكار والتجديد المستمر، ولهذا يؤثران بدرجة كبيرة على إقتصاديات الدول، بل يمتد التأثير أيضا إلى مساعدة تطوير تقنيات ومنتجات جديدة قابلة للتجديد وصديقة للبيئة، وبأساليب إنتاج واستهلاك أكثر استدامة، مما يحسن الحفاظ على البيئة وتقليل الأثر البيئي، بخلاف دورهما في تقدم المجتمع وتحقيق تغييرات إيجابية في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

والحديث عن دور الإبداع والإبتكار، والتفكير خارج الصندوق طويل ولا ينتهي، لدعم كل الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات التي تواجهها بلداننا في المجالات الإقتصادية والصناعية والبئية، والتجارية، حتى المالية..

افسحوا المجال للأفكار الإبداعية والإبتكارية أن تخرج للنور .. افتحوا لأصحابها المجالات دون تحجيم، وافتحوا لها النوافد والأبواب، لا تفرضوا عليهم أي وصاية، لننطلق ببلداننا إلى المكانة الأنسب في عالم تحكمه الأفكار الإبداعية ورؤي المبتكرين.. وها هي نافذة جديدة تشرع أبوابها ونوافذها - متمثلة في الشبكة العربية للإبداع والإبتكار،-  لدعم كل مبدع ومبتكر، ونجاح أهدافها سيتحقق بالتعاون والشراكات معها.
-----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش